كيفية أداء صلاة الجمع والقصر للمسافر

 ما هو الجمع بين الصلوات؟

**الجمع في الصلاة** هو ضمّ صلاتين تُصلى كل واحدة منهما في وقت الأخرى لعذرٍ شرعي، ويكون الجمع بين:

* **الظهر والعصر**.
* **المغرب والعشاء**.

أما **الفجر** فلا يُجمع مع غيره.

 أنواع الجمع

1. **جمع تقديم**: أن يُصلي المسلم صلاة العصر بعد الظهر في وقت الظهر، أو العشاء بعد المغرب في وقت المغرب.
2. **جمع تأخير**: أن يُؤخر صلاة الظهر إلى وقت العصر، أو يؤخر المغرب إلى وقت العشاء، فيصليهما معًا.

وقد ثبتت مشروعية الجمع بأحاديث صحيحة، منها ما رواه **معاذ بن جبل** و**ابن عباس رضي الله عنهما**.

---

ما هو قصر الصلاة؟

**قصر الصلاة** يعني أداء الصلوات الرباعية (الظهر، العصر، العشاء) ركعتين فقط مثل صلاة الفجر.
أما **المغرب والفجر** فلا يُقصران.

والقصر مشروع للمسافر خاصةً، وقد ورد في قوله تعالى:

> (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ). [النساء: 101]

---

 شروط الجمع بين الصلوات

 أولاً: شروط جمع التقديم

* **الترتيب**: البدء بالصلاة الأولى (الظهر قبل العصر، المغرب قبل العشاء).
* **النية**: عقد نية الجمع قبل الصلاة الأولى.
* **الموالاة**: عدم الفصل الطويل بين الصلاتين.
* **دوام العذر**: استمرار سبب الجمع إلى الصلاة الثانية (مثل السفر أو المطر).

 ثانياً: شروط جمع التأخير

* **النية**: أن ينوي تأخير الصلاة الأولى إلى وقت الثانية.
* **استمرار العذر**: بقاء السبب المبيح للجمع إلى وقت الصلاة الثانية.

---

 شروط قصر الصلاة للمسافر

يشترط لصحة **قصر الصلاة** ما يلي:

1. أن يكون السفر لمسافة تُقدّر بيومين تقريبًا (ما يعادل 80 – 85 كم تقريبًا).
2. أن يكون السفر مباحًا (ليس لمعصية).
3. أن يدوم السفر طوال مدة الصلاة.
4. أن تكون الصلاة المقصورة رباعية (الظهر، العصر، العشاء).
5. عقد نية القصر عند تكبيرة الإحرام.
6. ألا يقتدي المسافر بمقيم يتم الصلاة.

---

 حكم الجمع والقصر

 حكم الجمع

* **الجمهور (الشافعية، المالكية، الحنابلة)**: أجازوا الجمع في السفر وغيره من الأعذار.
* **الحنفية**: لم يجيزوا الجمع إلا في عرفة ومزدلفة.

 حكم القصر

* **الحنفية**: القصر واجب على المسافر.
* **المالكية**: القصر سنة مؤكدة.
* **الشافعية والحنابلة**: القصر جائز، وللمسافر أن يتم أو يقصر.

---

 التيسير في الشريعة الإسلامية

جاءت الشريعة الإسلامية باليسر ورفع الحرج، قال تعالى:

* (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
* (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ).

كما قال النبي ﷺ:

* "يَسِّروا ولا تُعَسِّروا".
* "إنما بُعثتم مُيسّرين ولم تُبعثوا معسرين".

ولهذا شُرع الجمع والقصر في الصلاة تخفيفًا على المسلمين عند وجود مشقة كالسفر أو المرض أو المطر.

---

 خلاصة

* **الجمع**: ضم صلاتين في وقت إحداهما لعذر.
* **القصر**: أداء الصلاة الرباعية ركعتين للمسافر.
* كلاهما من **الرُخص الشرعية** التي تيسّر على المسلم عبادته وتُخفف عنه المشقة.

---